استنهاض الأمة حتمية المرحلة الراهنة
مع الأحداث المأساوية في فلسطين ولبنان والعراق والموقف الرسمي للدول العربية ذات الثقل السياسي والتي تصب كما هي العادة في خانة الانهزام والانبطاح المكشوفين وتسمية الأشياء بغير أسمائها حتى أصبح هذا الموقف ليس أكثر من قضم للأظافر وجلد للذات المجلودة أصلا حتى أنها لم تعد تحتمل الجلد كما هي حال المواطن.
الموقف العربي الرسمي الذي كشف لنا أن هناك عربا مستعربة تحب إسرائيل أكثر من دينها وعروبتها وشعوبها وكشف لنا أن هناك صهاينة يلبسون العقال العربي ويتكلمون بلسان عربي , هذا الموقف العربي لا يري في الدفاع عن النفس والشرف والكرامة والحقوق المسلوبة إلا إرهابا, كما لو كان الانبطاح والاستسلام لإسرائيل هو من فعل الحكماء.
الموقف العربي الرسمي المعادي للمقاومة لم يكن يجرأ بالجهر بعدائه لها علنا أمام الفضائيات, أما اليوم وفي خضم أحداث لبنان الدموية وفي وقت يحتاج فيه الوطن العربي إلي رص صفوفه المبعثرة وتوحيد كلمته المتفرقة ,فإن البعض يجيز لنفسه الانحياز إلي موقف العدو بل والتواطؤ معه و إعطائه المبرر لمزيد من تدمير وتخريب فلسطين و لبنان.
لذلك هبت القوي الوطنية و المخلصين من أبناء هذه الأمة بعقد الندوات والمؤتمرات وعمل الوقفات وتنظيم المظاهرات للتضامن مع الشعب الفلسطيني واللبناني والتنديد بالموقف المتخاذل للأنظمة العربية ... كل ذلك عمل يثاب عليه فاعليه ولكن علي رجال الدعوة إعادة النظر في آليات الدعوة وابتكار الوسائل الفعالة لإيقاظ الأمة ولن يكون ذلك إلا بالانتشار بين الناس ومد جسور التواصل بينهم وذلك عن طريق الالتقاء معهم في النوادي والأفراح وعلي الشواطئ وفي المتنزهات وعلي المقاهي وفي كافة أماكن التجمع وكذلك استخدام وسائل الاتصال الحديثة مثل الإنترنت و مخاطبة المثقفون العرب المغتربون والجاليات العربية والإسلامية وحثهم علي عمل مسيرات يعربوا فيها عن استيائهم واحتجاجاتهم لنجدة إخواننا في لبنان وفلسطين والعراق ,كما يجب علي هؤلاء المخلصين ورجال الدعوة عمل المداخلات في الفضائيات لنشر الفكر الصحيح للقضايا المختلفة.
كل هذه الوسائل تهدف إلي: أولا- إيقاظ الأمة من غفلتها وتوعيتها بخطورة المشروع الصهيوني الأمريكي. ثانيا- زرع الروح الإيجابية بين الأفراد مع تقديم مقترحا واضح المعالم يخاطب شعور الأمة ويوقظ وعيها. ثالثا- ضرورة توعية الأمة بالمرحلة التاريخية التي تعيشها وأسباب ما حل بنا من نكبات ووصف الداء بتفصيل وشجاعة لتحديد الدواء والصبر علي مرارته.
رابعا- إيقاظ الإيمان الراقد وتحريك الغيرة الراكدة لتعود تعاليم الدين أمرا مطاعا معمولا به ولتعود السنة النبوية أخلاقا سائدة وعملا يوميا.
خامسا-ضرورة كشف المخططات العالمية و فضحها لتعرف الأمة من أعداؤها وضرورة بيان مقدسات الأمة لم ضاعت وكيف استرجاعها .
سادسا- إثارة القوة الغضبية للامة علي الظالم والظالمين والتحكم في هذه القوة وتهذيبها وتربيتها حتى تكون غضبا لله عز وجل صالحة للبناء لا للهدم.
سابعا- توعية الأمة بذاتها الضائعة, بانتمائها لله عز وجل ولرسوله, بوحدتها المسلوبة وواجبها في التحزب لله ولرسوله.
ثامنا- إنقاذ الأمة من كابوس الحتميات التي أنهكت تاريخنا وجعلتنا كما مهملا مفعولا به غير فاعل, فلا لحتمية الحل السلمي ولا لحتمية المصالح الاستراتيجية بيننا وبين أعدائنا .
تاسعا-جذب الأمة بالأمثلة المخلصة من واقعتا المعاصر مثل ماليزيا وإندونيسيا وما وصلت إليه تلك الأمم من إنجازات في كافة الميادين وأن هذا التقدم لا يعجزنا بل يحتاج منا جميعا إلي التغيير. بإجمال فإن إيقاظ طاقات الأمة يحتاج منا إلى الالتحام بها والانتشار بل والذوبان في كافة الأماكن فرادي وجماعات حتى تتكون قاعدة شعبية عريضة واعية تعمل علانية عبر التواصل الطبيعي مع كافة القوي الوطنية في فلسطين ولبنان والعراق وحتى تتحول قضية الوطن وتحرير الأرض المغتصبة إلي قضية كل عربي , بل كل إنسان حر مسلم أو مسيحي ويوم يتحقق ذلك نكون قد وضعنا أقدامنا علي أول طريق النصر.